الكاتب : مدونه مسحيه في
السبت، 23 أبريل 2011
مواقع وخدمات
- قنوات فضائية
- قنوات وراديوهات مسيحية
- مدونة معهد ديديموس بدير المحرق
- أعمالنا على موقع يا شفعتي
- ألبومات صور
- أكبر مكتبة صور في العالم العربي
- موقع إحتماعنا للقنوات الفضائية
- موقع صور أكثر من رائع
- ألبومات الراهب كاراس المحرقي
- مدونة الأنبا مرقس
- مدونة دير المحرق
- مدونة المسيح مخلصي
- مدونة الحب الإلهي
- مدونة الأنبا مينا
- مدونة الأنبا موسى الأسود
- موقع أقوال آباء
- جروب الراهب كاراس المحرقي
- موقع قداسة البابا شنوده
- مجلة الكرازة
- موقع المسيح مخلصي
- شبكة الرصد الإخباري
- مواقع قبطية
- مكتبة القصص المسيحية
- جريدة وطني
- جرائد مصرية وعربية
- أكبر دليل للمواقع المسيحية
- تعليم اللغة القبطية
- صور دير المحرق ورهبانه
- متاحف ومواقع كنائس وأديرة
صور متحركة للراهب كاراس المحرقي
- صور أنبا موسى الأسود متحركة 1
- صور أنبا موسى الأسود متحركة 2
- دير أنبا توماس بالخطاطبة
- دير أنبا بيشوي
- دير أنبا بولا
- دير أنبا أنطونيوس
- دير المحرق
- دير القديس سمعان بالمقطم
- دبر السريان
- دير البراموس
- أنبا لوكاس العلامة أسقف منفلوط المتنيح
- أنبا كاراس السائح
- السيد المسيح
- القديس ميخائيل البحيري
- العذراء مريم
- الأنافورا
- الأمير تادرس الشطبي
- أدوات خشبية
أعمال الراهب القمص كاراس المحرقي
- كتب أبونا كاراس
- صور من تصميم الراهب القمص كاراس المحرقي
- عظات عن الخطية
- عظات عن أركان الحياة الروحية
- عظات عن العاطفة
- ألحان عشية آحاد شهر كيهك بطريقة تعليمية
- ألحان تمجيد العذراء مريم بطريقة تعليمية
- ألحان الآلام بطريقة تعليمية
- أعمال الراهب كاراس المحرقي بوربوينت 2
- أعمال الراهب كاراس المحرقي بوربوينت 1
- قصص صوتية من كتب الراهب كاراس المحرقي
- قرائات في كتاب الحب الألهي بصوت ابونا كاراس المحرقي
قداسات
- قداس للقمص كاراس المحرقي مع معهد ديديموس
- قداس قبطي للقمص كاراس المحرقي مع معهد ديديموس
- قداس غريغوري للقمص كاراس المحرقي مع خورس الكلية الإكليريكية بدير المحرق
- قداس للقمص كاراس المحرقي في صوم نينوى مع خورس الكلية الإكليريكية بدير المحرق
- قداس غريغوري عربي تعليمي للراهب القمص كاراس المحرقي
- قداس قبطي تعليمي للراهب القمص كاراس المحرقي
- قداس للقمص متياس نصر بدير المحرق والراهب كاراس المحرقى يرد مردات الشعب
- قداس للقمص متياس نصر والراهب كاراس المحرقى يصلى شماس قبل الرهبنة
- قداس للقمص مينا الجولى والراهب كاراس المحرقى يصلى شماس داخل الهيكل قبل الرهبنة
- قداس لنيافة الأنبا مرقس والراهب كاراس المحرقي يصلى شماس داخل الهيكل قبل الرهبنة
- مردات الشماس داخل الهيكل بصوت الراهب القمص كاراس المحرقي
الأنبا كاراس السائح
مذكرات وأحاديث صوتية
- مذكرات أبونا روفائيل عن البابا كيرلس الجزء الاول
- مذكرات أبونا روفائيل عن البابا كيرلس الجزء الثانى
- مذكرات أبونا روفائيل عن البابا كيرلس الجزء الثالث
- مذكرات أبونا روفائيل عن البابا كيرلس الجزء الرابع
- مذكرات أبونا روفائيل عن البابا كيرلس الجزء الخامس
- مذكرات أبونا صليب سوريال عن بناء الكلية الإكليريكية
- مذكرات أبونا صليب سوريال عن نشأة مدارس الأحد
- مذكرات أبونا صليب سوريال عن رسامة الأنبا يوأنس مطران الجيزة
- مذكرات أبونا صليب سوريال عن البابا كيرلس
- مذكرات أبونا صليب سوريال عن حركة التكريس في الجيزة ج1
- مذكرات أبونا صليب سوريال عن حركة التكريس في الجيزة ج2
- حوار القمص سوريال المحرقي (قبل رهبنته) مع أنبا بيمن أسقف ملوى المتنيح
- حديث نادر لنيافة الأنبا غريغوريوس مع رهبان دير المحرق عام 1977م
- حديث للقمص منقريوس المحرقي يروي فيه أجزاء من حياته
- احاديث متنوعة
أفلام دينية مسيحية
فيديوهات مسيحية
ترانيم فيديو كليب
قسم الترانيم
مكتبة العظات المتنوعة
قصص صوتية
البابا كيرلس السادس
قسم الموبيل
موسيقى
راديوهات وقنوات فضائية
قسم الصور
- ألبوم صور مزارات قديسين وكهنة وأساقفة
- ألبوم صور كلاب وقطط ونسور
- ألبوم صور أسماك وطيور وعصافير
- ألبوم صور دينية متنوعة
- ألبوم صور كنائس
- ألبوم صور دير المحرق
- ألبوم صور أديرة
- ألبوم صور البابا كيرلس
- ألبوم صور البابا شنودة
- ألبوم صور القديس بولس الرسول
- ألبوم صور مناظر طبيعية (1)
- ألبوم صور مناظر طبيعية (2)
- ألبوم صور أثاثات منزلية
- ألبوم صور أطفال
- ألبوم صور كنائس
03 يناير, 2011
كلمة الله كلمة حيا
“ و لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس و الجسد كليهما في جهنم . “ (مت 10 : 28)
“ بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة . “ (لوقا 12 : 7)
“ فالتفت اليهن يسوع و قال يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن و على اولادكن . لانه هوذا ايام تاتي يقولون فيها طوبى للعواقر و البطون التي لم تلد و الثدي التي لم ترضع . حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا و للاكام غطينا . لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس . “ ( لوقا 23 : 28 ، 31 )
“ قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا . سيخرجونكم من المجامع بل تاتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله . و سيفعلون هذا بكم لانهم لم يعرفوا الاب و لا عرفوني . لكني قد كلمتكم بهذا حتى اذا جاءت الساعة تذكرون اني انا قلته لكم و لم اقل لكم من البداية لاني كنت معكم . “ ( يوحنا 16 : 1 ، 4 )
“ و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم . و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض . فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم . “ ( رؤيا يوحنا 6 : 9 ، 11 )
الدم القبطي المسفوك يطلق لسان الحرية ويصرخ لا لا لا…
.. الدم القبطي المسفوك يطلق لسان الحرية ويصرخ لا لا لا ..
..الدم القبطى : بالروح بالدم نفديك يا صليب ..
..الحزن القبطي ينقلب إلى أرادة قوية تصرخ لكل مسئول لا لا لا ..
..لا للتصفيق لا للعناق الكاذب لا للصمت ..
..لا لكل من سفك دمائنا .. لا لكل من شجع على ذلك .. لا لكل من تهاون في واجبه ..
في صلاة مهيبة بدير الشهيد العظيم مار مينا بمريوط ، والتي أنتقل إليها الشعب القبطي من الإسكندرية ، لحضور صلاة تجنيز شهداء الاقباط كنيسة القديسين بالأسكندرية ،، تعالت أصوات الاقباط جميعا .. بالروح بالدم نفديك يا صليب ..
مع كل دخول لجسد شهيد طفل او سيدة او رجل تعالت الاصوات مرددة هتاف القوة والنصرة والشجاعة التى اشتهرت بها كنيسة الشهداء بلا تردد عبر كل العصور .. بالروح بالدم نفديك يا صليب ..
ولم تسكت قلوب واصوات الحاضرين ، والتى أمتلات بهم الكنيسة عن الصرخ مثلما تصرخ الدماء طالبة من الله العدل والقصاص : لا لا لا .. لا لكل من شارك من الدولة بالحضور سياسيا او أداريا ورفضت تعزيتهم لأنهم مسئؤلين أولا وأخيرا عما حدث ومشاركين فيه الأهمال او التقصير أو المشاركة أحيانا ..
لم ترحب القلوب القبطية بتعزية رئيس الجمهورية ،، بل صرخت عايزين حقنا … عايزين حقنا ..
لم تسكت القلوب القبطية عن المطالبة بإقالة هذا المحافظ المعاند ،، والذي ترك الإسكندرية بلد الجمال لتصير معقلا للإرهاب والتطرف والمظاهرات الحاقدة الحقيرة التي تنطلق عبر شوارع الإسكندرية في حراسة أمنية ..
عكس ما حاول الإرهاب والإرهابيين والسلفيين أن يرهبوا الأقباط ويرعبونهم ،، صار الأقباط اشد قوة وصلابة بعد الحوادث المتكررة هذا العام والتي مرت بطريق بنجع حمادي مرورا بالعمرانية إلى الإسكندرية ..
وأصبح واضحا أن الأقباط قد كسروا القيود الوهمية التي وضعتا الدولة حولهم ، وكسروا حاجز الصمت بدمائهم وصرخاتهم واحتجاجاتهم ولن يتنازلوا عن دماء شهدائهم ولا حقوقهم مهما فجر الإرهابيون ومهما روعوا ومهما قتلوا ..
انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة “القديسيـن” بالإسكندرية
عاجل .. تفجير سيارة مفخخة ليلة راس السنة بالاسكندرية..
1- تفجير سيارة مفخخة أمام كنيسة القديسين بسيدي بشر بالاسكندرية الساعة الثانية عشر و20 دقيقة .
2- استشهاد 22 وإصابة 96 في الحادث الدموي الأرهابى .
3- تفجير السيارة أثناء خروج المصلين من كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية .
4- انفجار سيارتين مجاورتين بعد الانفجار الأول .
وقع اليوم انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية عند الساعة الثانية عشر و20 دقيقة ليلة راس السنة الميلادية ، وذلك أثناء خروج المصلين من كنيسة القديسين بسيدي بشر بالإسكندرية ، حيث اسفرت الى الأن عن استشهاد 22 واصابة 96 فى الحادث الدموى الأرهابى الذى استهدف الأقباط فى ليلة راس السنة الميلادية بطريقة دموية .
قال شاهد عيان في تصريحات لقناة النيل الإخبارية ، أن سيارة لونها ازرق أو كحلي كانت متواجدة صف ثاني أمام الرصيف المواجه للباب الرئيسي للكنيسة نزل منها شخص يحمل تليفون محمول وابتداء يتحدث من خلاله ثم تحرك هذا الشخص، وبعد دقيقة ونصف من تحركه حدث انفجار شديد جدا أدى إلى مصرع وإصابة عدد كبير من الناس حتى أن الدماء تطايرت على جدران الكنيسة .
كما أضاف شهود العيان بأن قوة انفجار السيارة المفخخة أدت إلى انفجار سيارتين بجوار السيارة الأصلية، وهو ما أثار حالة من الرعب لأهالي المنطقة ، ولم يتبين بعد هل علاقة انفجار السيارات الثالثة ببعضها من عدمه ، حيث تم أنتقل الجهات الأمنية بمشاركة عدد ضخم من قوات الأمن للتوجه للمنطقة وتمشيطها .
مدونة الانبا ابرام
1 يناير 2011 م
11 أبريل, 2010
النعمة
نيافة الأنبا رافائيل
نيافة الأنبا رافائيل
1- ما هى النعمة :
النعمة هى عطية الله المجانية للإنسان وللخليقة.. ولأن الله صالح وخير لذلك فنعمته ممنوحة للجميع مجاناً وبدون سبب.
وتظهر نعمة الله جلياً فى الخلق.. فالله خلقنا نعمة من فيض، حبه وللبشر أعطى نعمة إضافية هى صورته ومثاله… فصار لنا الحياة والخلود والعقل والإرادة والحرية نعمة من فيض حبه للبشر. ولما خالفنا وصيته وطردنا من حضرته، خلصنا أيضاً بنعمته وأخيراً سيدخلنا إلى ملكوته لنعمته المخلصة.
2- مشاكل الفهم :
هذه النعمة المجانية فى الخلق والمواهب والخلاص وميراث الأبدية لا تلغى حرية الإنسان وإرادته وشراكته فى قضيته بل لابد من مشاركة الإنسان بمجهود ولو ضئيل لينال هذه النعمة. وهذا المجهود البشرى هو ما يسمى (الجهاد الروحى)، فالبركة الرسولية التى يعطيها الكاهن للشعب فى نهاية كل ليتورجية تحمل هذا التعليم فيقول (محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد.. وشركة وموهبة الروح القدس تكون معكم) فمحبة الآب بذلت نعمة الابن للبشر وهذه النعمة تتفاعل معنا بشركة الروح القدس لابد من الشركة.. “الله الذى خلقك بدونك لن يخلصك بدونك” (أغسطينوس).
هذه الشركة بين الله والإنسان (النعمة والجهاد) أسئ فهمها ودخلت فى صراع لاهوتى استنفذ جهداً كبيراً من الكنيسة لتشرح وتقنن الأمور فى نصابها.
أ- التطرف الأول :
يركز جهداً على العنصر البشرى فى الخلاص متجاهلاً الدور الإلهى (النعمة) وزعيم هذا التطرف كان بيلاجيوس صاحب البدعة (البيلاجية) الذى أنبرى له القديس اغسطينوس ليدحض فكرة وبدعته وتطرفه.. ولكن الفكر لم يمت بدفاع أغسطينوس ولم ينته عند البيلاجيه بل قد تسرب خلسة إلى فكر الكنيسة الغربية (الكاثوليك) وظهر متغلغلاً فى عدة عقائد منها:
فكرة التكفيرات : التى يعطيها الكاهن للمعترف من مطانيات وأصوام وتداريب روحية التى عندنا لا تتعدى كونها تهذيبية أو تنموية أو تأديبية، لكنها عندهم لها بعد كفارى وهذا يضعف من قيمة كفارة السيد المسيح بدمه الثمين.
فكرة زوائد القديسين : وفيها يمكن للكنيسة (البابا) إن يحيل بعض ما يزيد عن حاجة القديسين من فضائل وبر إلى حساب أحد المؤمنين، لينال الخلاص الأبدى بفضل قديس أخر.. هذا أيضاً يركز على العنصر البشرى متجاهلاً بر السيد المسيح.
فكرة صكوك الغفران : وهى فضيحة فكرية بكل المقاييس.. فمالا يستطيع الإنسان اقتناؤه بمجهوده سيقتنيه بماله.
فكرة المطهر : وهى أن الأنفس بعد إنتقالها من الأرض تعبر أولاً بالنار قبل دخول الفردوس لتتنقى من شوائبها وقاذوراتها.. وهذا إغفال واضح لعمل السيد المسيح فى تطهير النفس…
إذاً فى الفكر الغربى العقلانى الذى يؤلمه الإنسان ويمجد العقل، يصير كل الدور للإنسان بجهاده وجهاد رفقائه القديسين وبأمواله وبعذابات أخرى فى المطهر يصفى بها حسابه أيضاً بمجهوده… ولا دور إطلاقاً لنعمة الله الغنية.
ب – التطرف الثانى :
فى المقابل قامت الثورة البروتستانتية الاصلاحية بسبب هذا التطرف الفكرى والسلوكى وغيره من الانحرافات. لكن هذه الثورة كغيرها من الثورات لم تستطيع أن تزن الأمور وتعيدها إلى نصابها الصحيح بل تطرقت بمقدار مساو ولكن فى الإتجاه الآخر (لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه).. فخرج الفكر البروتستانتى يتجاهل الدور البشرى تماماً ويلغى الكنيسة ويخليها من محتواها، فلم يعد هناك قديسون (أعضاء الجسد) ولا كهنوت (خدام الجسد)، ولا أسرار (إهمال المادة) ولا جهاد.. بل نعمة.. نعمة خالصة، وهذا ليس تمجيداً للنعمة ولكنه مجرد رد فعل عنيف ضد التطرف الأول ونتج عنه عنيف تحقير للإنسان إهانة أيضاً للنعمة (الغير قادرة أن تعطى دوراً ولو ضئيلاً للإنسان).
ج- الخليقة اللاهوتية لهذا التطرف :
نعلم أن الفكر اللاهوتى الغربى يقوم على فصل الطبيعتين فى شخص السيد المسيح، وبلغ هذا الفصل حده الأقصى فى فكر نسطور المبتدع الذى أستبعد تماماً أن يكون اللاهوت متحداً بالناسوت (العنصر الإلهى مع العنصر البشرى)، وأثر الفكر الغربى كثيراً بنسطور حتى إنهم لم يستطيعوا أن يقبلوا فكرة الطبيعة الواحدة لله الكلمة المتجسد التى علم بها آباء الأقباط الارثوذكس..
هنا الذهن الذى لم يستوعب اتحاد الله بالإنسان فى شخص ربنا يسوع المسيح، كيف يتسنى له أن يستوعب اتحاد عمل الله (النعمة) بعملى (الجهاد) فى قضية خلاصى.. إن الفصل بين الطبيعيتين هو بكل تأكيد سبب مأساة الغرب فى عدم إدراك إمكانية الشركة بين الجهاد والنعمة أى بين ما هو إنسانى وما هو إلهى.
3- ماذا عن كنيستنا ؟
لقد أدركت الكنيسة منذ الوهلة الأولى حقيقة تجسد السيد المسيح التى تعنى أن السيد المسيح شخص واحد هو الله الكلمة وقد أتحد بطبيعتنا البشرية فصار فيه كل ما هو للاهوت وكذلك كل ما هو للناسوت فى وحدة وإنسجام بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا تلاشى وصارت أعمال السيد المسيح كلها منسوبة له بصفته الله لا يمكن بعد الاتحاد أن نتكلم عن أعمال إنسانية وأخرى إلهية فى شخص السيد المسيح، بل بعد الإتحاد صار لنا أن نتكلم عن موت الله (بموتك يارب نبشر) لأنه ذاق الموت بالجسد، لنا أن نتكلم عن “دم الله” (أع 20:28)، ولنا أن نتكلم عن الجسد (الجسد المحى للإبن الوحيد) الإعتراف.
هذه الخلفية اللاهوتية الواضحة البسيطة فى آن، صبغت الفكر النسكى القبطى، ففهم الأباء أن النعمة مع الجهاد يعملان فى سيمفونية وسينرجية(1)Synergy … وأنه لا يمكن أن نتخيل الإنسان يعمل بمفرده “بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شى” (يو 5:15) وكذلك مستحيل أن الله يعمل فينا بدون ارادتنا وبدون مشاركتنا “كم مرة أردت.. لم تريدوا” (لو 34:13)، و “هانذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل وأتعشى معه وهو معى” (رؤ 20:3).
إننا نؤمن أن كل حياتنا الروحية هى حصيلة عمل الله فينا (عمل الله يعنى النعمة وفينا تعنى العنصر البشرى أى الجهاد) فمثلاً :
أ- الصلاة : يارب أفتح شفتى فيخبر فمى بتسبيحك (التسبحة اليومية).
“عندما نقف أمامك جسدياً أنزع من عقولنا نوم الغفلة أعطنا يقظة لكى نفهم كيف نقف أمامك وقت الصلاة” (التسبحة اليومية).
إن الصلاة عندنا دعوة من نعمة الله وإستجابة من الإنسان.
لا يمكن أن أنهض للصلاة دون تحريك النعمة.. ولا يمكن للنعمة أن تعمل دون أن أستجيب لها.
ب- التوبة : “توبنى يارب فأتوب”، “أرددنا يارب إليك فنرتد” (مر 12:51) هل يمكن للإنسان أن يتوب دون أن تحركه النعمة وتحرك ضميره.. وهل للتوبة قوة أو قيمة لو لم يكن فيها العنصر الإلهى.
ج- التطهير : “إجعلنا كلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأروحنا..” (القداس الإلهى).
هل لنا أن نتطهر بدون دم السيد المسيح على المذبح… كيف يتسنى لإنسان بمجهوده وبمعزل عن المذبح أن يتطهر (لنا الدعوة فى هذه الجزئية لندرسها من الليتورجية بتفصيل أدق).
د- الفضائل : وهل الفضائل شئ آخر غير ثمار الروح القدس “محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف” (غل 22:5،23).
هذه مجرد نماذج لعمل الله فينا لكى يعوزنا الوقت أن نتكلم عن النمو الروحى والخدمة وحمل نير الإنجيل وتنفيذ الوصية… والرهبنة الشهادة… ومواهب الخدمة… والثبات فى الإيمان إلى النفس الأخير… وأيضاً دخول الملكوت.
أننا لا نستطيع – بعد التجسد والاتحاد – أن نتكلم عن الله منفصلاً عن الإنسان “إذ لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين” (الاعتراف)، “لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده” (القسمة) أو بلغة أخرى – ليس لنا أن نتكلم عن النعمة معزولة عن الجهاد أو الجهاد بدون مساندة النعمة.
إننا “عاملان مع الله” (1كو 9:3) بل بالأحرى “الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا” (فى 13:2) ونهتف أيضاً مع معلمنا بولس الحكيم: “ولكن بنعمة الله أنا ما أنا ونعمته المعطا لى لم تكن باطلة بل أنا تعبت أكثر منهم جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمة الله التى معى” (1كو 10:15)، “فأحيا أنا لا بل المسيح يحيا فى” (غل 20:2)، “فإذا نحن عاملون معه نطلب أن لا تقبلوا نعمة الله باطلاً” (2كو 1:6).
“ليس أننا كفاءة من أنفسنا أن نفتكر شيئاً كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله” (2كو 5:3).
“وأنواع أعمال موجودة ولكن الله الواحد الذى يعمل الكل فى الكل” (1كو 6:21).
“فشكراً لله الذى يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح” (1كو 57:15).
4- المعمودية كنز النعمة :
كأنما إنسان ملك وقد رصد فى البنك باسم ابنه يوم مولده أموالاً تكفيه وتغذية فى كل احتياجاته ومصروفاته منذ الميلاد وحتى الوفاة… هكذا يرصد السيد المسيح باسمنا كل النعمة اللازمة لحياتنا وبنياننا وخدمتنا وفهمنا للإنجيل والطاقة اللازمة لتوبتنا وحمل الوصية والخدمة.. كل هذا يدعه السيد المسيح فى بنكنا الداخلى يوم أن نعتمد باسمه بالماء والروح… إنك – كمسيحى – قد نلت كل ما تحتاجه مسبقاً فليس لنا عذر فى تكاسلنا… “وصاياه ليست ثقيلة” (1يو 3:5) لأننا سبق أن نلنا النعمة اللازمة لحملها وتنفيذها “لأن كل من ولد من الله (بالمعمودية) يغلب العالم” (1يو 4:5) “التوبة ليست عسيرة” لأننا نحمل نعمة الله المحركة المؤازرة… “الخدمة ليست تباهياً” لأنه “أى شئ لك لم تأخذ، وإن أخذت فلماذا تفتخر؟” إذا كما هو مكتوب “من أفتخر فليفتخر بالرب” (1كو 31:1)… ويقول مع معلمنا بولس: “لا أنا بد نعمة الله التى معى” (1كو 10:15).
5- الأفخارستيا اضرام لنعمة المعمودية :
إن الأفخارستيا للمعمودية كمثل وقود يضاف بثبات واستمرار ليحفظ الشعلة متوهجة وكمثل تغذية لعضو قد زرع فى الجسد.. سيموت لو لم يتغذى.. وستنطفئ النعمة فينا لو لم نشعلها ونضرمها يومياً بالإفخارستيا.
6- نداء :
طوبى لمن يكتشف النعمة التى فيه وينهضها بالحب… “قم بارب لماذا تنام”… طوبى لمن يسمع ويعمل… ليست الطريق خطرة ولا وعرة فالرفيق فيها قدير والنعمة فيها غنية… والجهاد فيها ميسور “نيرى هين وحملى خفيف” لأن الرب نفسه يحمل معنا العبء الأكبر.
فى الحقيقة إن جهادنا لا يخلصنا، ولكننا لن نخلص بدون جهادنا. فالنعمة فى حالة انتظار فينا وليست غريبة عنا… تنتظر استجابتنا لنتشارك معاً فنتمم قضية خلاصنا
”محبة الله الأب. ونعمة الابن الوحيد. وشركة وموهبة الروح القدس” آمين.
التصنيفات | 0 تعليقات
0 تعليقات على : “ ”